المقالات » الحج الإبراهيمي العجيب


الحوزة | تاريخ النشر: 2010-11-06| قراءات: [ 9] 




من الأمور التي لا تقبل الإنكار ولا تحتاج إلى التذكير أن الإسلام العظيم هو دين التوحيد ومحطم الشرك والكفر وعبادة الأصنام وعبادة النفس وهو دين الفطرة والخلاص من قيود الطبيعة ودسائس الشيطان من الجن والإنس في العلن والخفاء، ودين سياسة التمدن والهادي إلى الصراط المستقيم (لا شرقية ولا غربية) دين عبادته سياسة وسياسته عبادة، والان حيث يجتمع مسلمو العالم من البلاد المختلفة حول كعبة الامال وحجّ بيت اللَّه الحرام للقيام بهذه الفريضة الإلهية العظيمة وعقد هذا المؤتمر الإسلامي الكبير في هذه الأيام المباركة، فإن على المسلمين الذين يحملون رسالة اللّه تعالى أن يستفيدوا من المحتوى السياسي والاجتماعي للحج إضافة إلى محتواه العبادي ولا يكتفوا بالمظهر الخارجي. الجميع يعلم أنه ليس بمقدور أي إنسان وأية دولة عقد مثل هذا المؤتمر الكبير، وأن أمر اللَّه تعالى هو الذي صنع هذا الاجتماع العظيم إلا أنه مع الأسف لم يستطع المسلمون على مرّ التاريخ من أن يستفيدوا من هذه القوة السماوية وهذا المؤتمر الإسلامي كما ينبغي لصالح الإسلام والمسلمين. والان حيث أن حجّاج بيت اللَّه الحرام الذين يتحررون من قفص البدن وقيود الدنيا ويهاجرون إلى اللَّه ورسوله حيث يصبح البيت القلب ولا شي‏ء فيه غير المحبوب الحقيقي بل لا شي‏ء غيره في الداخل والخارج. يجب أن يعلموا أن الحج الإبراهيمي المحمدي (صلى اللَّه عليهما والهما) مهجور وغريب منذ سنوات، إن من الناحية المعنوية والعرفانية وإن من الناحية السياسة والاجتماعية، ويجب على الحجّاج الأعزّاء من سائر الدول الإسلامية أن يعيدوا الكعبة وبيت اللَّه من غربتهما، وبجميع أبعادهما. إن الأسرار العرفانية والمعنوية لبيت اللَّه يتكفل بها العرفاء غير المحجوبين، أما نحن المشغولون بأبعاده السياسية والاجتماعية فيجب أن نقول إننا بعيدون مسافات عنها، ونحن ملزمون بإصلاح ما فات.

إن هذا المؤتمر الذي بتمامه سياسة ينعقد بدعوة من إبراهيم ومحمد والهما ويقصد إليه من كل زوايا الدنيا ومن كل فجٍّ عميق للاجتماع فيه، لأجل منافع الناس والقيام بالقسط وللاستمرار بتحطيم أصنام إبراهيم ومحمد، وطواغيت فرعون التي محاها موسى.

وأي صنم يصل لمستوى الشيطان الأكبر وأصنام وطواغيت أكلة العالم التي أخضعت جميع مستضعفي العالم لعبادتها والسجود لها واعتبرت جميع عباد اللَّه الأحرار عبيداً لأوامرها؟

إن فريضة الحج التي هي لبيك بحق وهجرة إلى اللَّه إنما هي ببركة إبراهيم ومحمد صلى الله عليه و آله و سلم بمعنى (لا) لجميع الأصنام والطواغيت والشياطين وأبنائهم. وأي صنم أكبر من الشيطان الأكبر أمريكا ناهبة العالم والاتحاد السوفياتي الملحد المعتدي وأي طاغوت أكبر من طواغيت زماننا.